الخميس، 26 يناير 2012





بعد مضي الهزيع الأول من الليل ..وأمام شاطئ البحر..جلست وحدي..وصندوق ذكرياتي كأنه بين يدي ..
أفكر في كل ذكرى جميلة مرة علي..لقد لاحظت أن ذاكرتي اليوم لم تتسع للذكريات البئيسة بعكس ما قد كنت عليه يوم أمس ..
رغم الجو الجميل..ومنظر البحر الذي يساعد على انشراح الصدر..
كانت جالست مع شقيقتي على إحدى المقاعد ..نتجاذب أطراف الحديث..
وبعد تعليقات على من كانوا من حولنا من العوائل قلت لأختي بجدية عن أمنيتي في رمي كل ذكرى تعيسة مرت علي ..أو أحلام عجزت عن تحقيقها أو الوصول إليها ..
فقد لاحظت تأثيرها على شخصي بشكل كبير..
وبعد أن استمعت لما قلت سارعت بالنهوض متوجهة إلى البحر لإكمال مشوار سباحتها مقترحة علي بأن أشاركها بدلا من جلوسي هكذا مع تفكيري المتشائم..
فنحن هنا لقضاء وقت ما تع بعد روتين قاتل.. ذكرتها بأنه لم يمضي على بداء الإجازة سوا أسبوعان..
رفضت اقتراحها وما حدث لي يوم أمس لم يفارق مخيلتي..
فقد ابتعدت عن الشاطئ قليلا رغم التنبيهات .. ثم سرحت بخيالي وأنا أنظر إلى إحدى الدبابات البحرية مفكرة في ركوبها.. 
ولم أعد من تفكيري إلا على حركة كائن بين أصابع قدمي بقوة .. حاولت خلع حذائي فلم أتمكن ..
صرخت بصوت عالي وبدأت بالبكاء..فمازال عالق ويتحرك بقوة..
أخذت أتخبط في الماء..وفي طريقي إلى اليابسة أحسست بخروجه بعد أن نذرت عدم التفكير في القرب من البحر..
ولم أستغرب بعد رجوعي اتجاه الأنظار إلي ..إما تأكد لسلامتي أوشك بجنوني..
في اليوم التالي كان مزاجي متعدل..فبقيت طوال يومي لم تفارقني ابتسامتي .. ولم يكدر صفو مزاجي شيء ..
وفي القارب سألتني أختي بسخرية إذ كنت فعلا قد رميت همومي في البحر ..
اتجهت إلى الجانب الأخر وكأني لم أسمع شيء مما قالت ..
ظللت باقي الأيام كما كنت عليه في ذلك اليوم .. متناسية همومي وأحزني وما ينتظرني باكرا فلكل حديث حادث.. وفي طريق العودة أخرجت دفتر مذكراتي الصغير وكتبت بيد مرتعشة عزمي على مسح نظارتي للحياة فهي متسخة جدا ..
ولم تحتج قبل ذلك ِإلا لمسح بسيط كي أنظر بإيجابية وتفاؤلا للأمور ..
فقد مللت من التشاؤم والسلبية التي فرضت علي..
مقررة أن أفرض التفاؤل والإيجابية بدلا منها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق